في مناجاة الحسين (ع)
1. ناولوني القرآن قال حسين: لذويه » وجدَّ في الركعات ِ
2. فرأى في الكتاب سِفرَ عزاء ومشى قلبه على الصفحاتِ
3. ليس في القارئين مثلُ حسين عالماً بالجواهر الغاليات ِ
4. فهو يدري خلف السطورا سطوراً اًليس كلُ الاعجاز في الكلمات ِ
5. للبيان العُلوي، في اُنفس الاطهار، مسرى يفوقُ مسرى اللغات ِ
6. وهو وقفٌ على البصيرة، فالابصار ُتعشو، في الانجم الباهرات ِ
7. يقذف البحرُ للشواطىء رملا ًواللالي تغوص في اللُّجاتِ
8. والمصلُّون في التلاوة أشباه وإنَّ الفروق بالنيّاتِ
9. فالمناجاة شعلةٌ من فؤاد صادق الحس مُرهف الخلجات ِ
10. فإذا لم تكن سوى رجع قول فهي لهوُ الشفاه بالتمتمات ِ
11. إنما الساجد المُصلي حسين طاهرُ الذيل، طيّب النفحات ِ
12. فتقبّلْ جبريلُ أثمارَ وحي أنت حُمّلتهُ إلى الكائناتِ
13. إذ تلقَّاه جدُّه وتلاه مُعجزات ترنُّ في السجعاتِ
14. وأبوه مُدوّن الذكر، اجراه ضياءً على سوادِ الدواةِ
15. فالحسين الفقيهُ نجلُ فقيه أرشد المؤمنين للصلواتِ
16. أطلق السبط قلبه في صلاة فالاريج الزكي في النسماتِ
17. المناجاة ألسُنٌ من ضياء ِنحو عرش العليِّ مرتفعاتِ
الامام الحسين عليه السلام يرى جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في المنام:
18. وهمت نعمةُ القدير سلاما ًوسكوناً للاجفن القلقاتِ
19. ودعاهُ إلى الرقاد هدوء ٌكهُدوءِ الاسحار في الربواتِ
20. وصحا غبَّ ساعة هاتفاً «اختاهُ بنت العواتك الفاطماتِ
21. إنني قد رأيت جدي واُمي وأبي والشقيقُ في الجناتِ
22. بَشّروني أني إليهم سأغدو مُشرقَ الوجه طائرَ الخطواتِ»
23. فبكت والدموع في عين اُخت نفثات البُركان في عبراتِ
24. صرختْ: ويلتاه، قال: خلاك الشرُّ فالويل من نصيب العتاةِ
الامام الحسين عليه السلام ياذن لاصحابه بالتفرق:
25. ودعا صحبَه فخفُّوا إليه فغدا النسر في إطار البُزاةِ
26. قال إني لقيت منكم وفاءً وثباتاً في الهول والنائباتِ
27. حسبكم ما لقيتم من عناء فدعوني فالقوم يبغون ذاتي
28. وخذوا عترتي، وهيموا بجُنح الليل، فالليل درعُكم للنجاةِ
29. إن تظلوا معي فإن أديم الارض هذا يغصُ بالامواتِ
جواب الانصار للحسين عليه السلام
30. هتفوا يا حسين لسنا لئاماً فَنخلّيك مُفرداً في الفلاةِ
31. فتقول الاجيال ُ ويلٌ لصحب خلَّفوا شيخهم أسير الطغاةِ
32. فَنكونُ الاقذارَ في صفحةِ التأ ريخ والعارَ في حديثِ الرُواةِ
33. أو سُباباً على لسان عجوز أو لسان القصّاص في السهراتِ
34. يتوارى أبناؤنا في الزوايا من أليم الهجاء واللعناتِ
35. سترانا غداً نشرّفُ حَدَّ السيفِ حتى يَذوبَ في الهبواتِ
36. يشتكي من سواعد صاعقات وزنود سخيّةِ الضرباتِ
37. إن عطشنا فليس تَعطشُ أسياف ٌتعبُّ السخين في المهجاتِ
38. لا ترانا نرمي البواتر حتى لا نُبقّي منها سوى القبضاتِ
39. ليتنا يا حسين نسقط صرعى ثم تحيا الجسوم في حيواتِ
40. وسنُفديك مرةً بعد اُخرى ونُضحّي دماءنا مرّاتِ
41. أصبحوا هانئين كالقوم في عرس سكوت مُعطّل الزغرداتِ
42. إن درع الايمان بالحق درعٌ نسجته أصابعُ المُعجزات
43. يُرجع السيف خائباً، ويردُ الرمح، فالنصلُ هازىء بالقناةِ
44. مثلما يطعن الهواء غبي ٌّفيجيب الاثيرُ بالبسماتِ
45. يغلب الموتَ هازئاً بحياة لا يراها إلاّ عميق سُباتِ
46. فاللبيبُ اللبيبُ فيها يجوبُ العمر في زحمة من الترّهاتِ
47. ويعيش الفتى غريقاً بجهل فإذا شاخ عاش بالذكرياتِ
48. ألمٌ في شبابه، فمتى ولّى فدمعُ الحرمان في اللفتاتِ
49. إن ما يكسب الشهيدُ مضاءً أمل كالجنائن الضاحكاتِ
50. فهو يطوي تحت الاخامص دُنيا لينال العُلى بدهر آتِ