في رثاء السيدة رقية
1. في الشام في مثوى امية مرقدُ ينبيك كيف دم الشهادة يخلُدُ
2. صرح من الايمان زهو اميةٍ وشموخ دولتها لديه يسجدُ
3. رقدت به بنت الحسين فأوشكت حتى حجارة ركنه تتوقد
4. كانت سبية دولة تبني على جثث الضحايا مجدها وتشيدُ
5. حتى اذا دالت تساقط فوقها بأسُ الحديد وقام هذا المسجدُ
6. هيّا استفيقي يا دمشق وأيقظي وغداً على وضرِ القمامة يرقدُ
7. واريهِ كيف تربعت في عرشهِ تلك الدماء يضوء فيها المشهدُ
8. من راح يعدل ميل بدر أمسهُ فُلت صوارمه ومال به الغدُ
9. ستظل هند في جحيم ذحولها تجتر أكباد الهدى وتعربدُ
10. ويظل مجدك يا رقية عبرةً للظالمين على الزمان يتجددُ
11. يذكو به عطر الأذان ويزدهي بجلال مفرقة النبي محمد
12. ويكاد من وهج التلاوة صخره يندى ومن وضح الهدى يتوردُ
13. وعليه اسراب الملائك حوّمُ وهموم أفئدة الموالي حشدُ
14. وبه يطوف فم الخلود مؤرخاً بالشام قبر رقية يتجددُ
أبا الشهداء
1. ذكراك، تنطفئ السنين وتغرب ولها على كف الخلود تلهب
2. لا الظلم يلوي من طماح ضرامها أبدا، ولا حقد الضمائر يحجب
3. ذكرى البطولة، ليلها كنهارها ضاح تؤج به الدماء وتلهب
4. ذكرى العقيدة،لم ينؤ متن لها بالحادثات، ولم يخنها منكب
5. ذكرى الاباء، يرى المنية ماؤها أصفى من النبع الذليل وأعذب
6. ذكراك مدرسة الذين تعرضوا للسوط، يحكم في الشعوب، فأرعبوا
7. ومحجة الشهداء يخشاهم – وهم صرعى به – السيف اللئيم ويرهب
8. مولاي.. درب الخالدين منور بالذكريات الغر، سمح، مخصب
9. تهفو لورعته المنى، لكنه – مما يحيط به الفجائع – متعب –
10. ايها أبا الأحرار أي كريمة تبني الخلود، وليس منك لها أب
11. أنت الذي أعطيت ما أعيا الورى تصديقه، ووهبت مالا يوهب
12. ووقفت حيث أراح غيرك نفسه والحق بينكما يهيب
13. ويرغب فصمدت للتيار تشمخ هادرا: سيان أغلب موجه أو يغلب
14. في حين مر بك المرفه جيفة شنعاء تطفو في العباب وترسب
15. حتى إذا التاريخ أرهف سمعه ليعيد من صنعوه فيما يكتب
16. دوى بآذان الزمان هديرك الصافي، وضاءت من سناه الأحقب
17. ومشت، على وهج سعرت، قوافل الأحرار تكرع من لظاه، وتطرب
18. وتركت للأجيال حين يلزها عنت السرى ويضيق فيها المهرب
19. بجئت الضحايا من بنيك تريهم أن الحقوق بمثل ذلك تطلب
20. مولاي أنت لكل جيل صاعد قبس ينير له السرى ويحبب
21. ولأنت إن زلت به قدم الهوى صوت الضمير يرده ويؤنب
22. ولنا بيومك، وهو في أقصى المدى، كف ملوحة، وعين ترقب
23. فعلا م يرجم بالظنون مخاتل؟! ويعيش في وهم الخيال مخرب؟
24. وعلا م نيأس من هداية فتية تخذتك وائدها الذي لا يكذب
25. أنا لست شيعيا لأن على فمي ذكرى الحسين، أعيد وفيه وأطنب
26. ولأن قلبي عصارة لوعة لأساه تذكرها العيون فتكسب
27. ولأن أمي أرضعتني حبه ولأنه لأبي وجدي مذهب
28. لكنني أهوى الحسين، لأنه لساكنين طريق خير أرحب
29. وأحبه لعقيدة يفنى لها إن ديس جانبها، دين يغضب
30. ودم يريق، لأنه يغذو به جوع الضمائر، إذا تجف فتجذب
31. أأكون شيعته، وقد أخذ الهوى قلبي بغير طريقه يتنكب
32. وأكون شيعته، إذا لاقيته وأنا لروح (يزيد) منه أقرب
33. مولاي. يومك لا يزال كأمسه في الدهر ريان الضحى يتلهب
34. يزهو بغرته الأصيل، وينتشي – بجلال ما وهب الشروق – المغرب
35. فدم أرقت، كأنه من جدة الآن يعطر في الثرى ويخضب
36. وكأن حقا قد نصرت، وباطلا يهوي..وأحقاد عليك تألب….
37. صور من الأمس الجديد نعيشها حقدا، ونصلاها هواء يتعذب
38. وكأن قوما أسلموك بليلة عسرى، وانقلبوا عليك فكذبوا
39. عادت بقيتهم، تبارك ما جنى جان، وتصقل ما افترى وتهذب
40. من كل نهاز هوايته التقى ورقيق ظاهره الصلاح المعجب
41. ويكاد من قدس، وطول براعة في النسك، بين لداته يترهب
42. لكنه إذ جد جد وانطوى لعب، واصحر للهجير ملعب
43. ألقى (تنكره) وفاض بسره عريان، يهدر في العباب ويصخب
44. والحمد للكرب الشداد فقد جلت عهرا يكاد من الخديعة ينجب
45. أما الذين خبرتهم يوم التقى من حولكم رهج القنا يتأشب
46. فوجدت فيهم كل (أشوس) يزدهي أن الرماح لنهبه تترقب
47. فهم الذين توارثوك رسالة تجري على جذب السنين فتخصب
48. وهم الذين جريت فيهم ثورة بيضاء، تثبت للرياح وتصلب
49. وعقيدة تزهو بأن معينها هيهات يفتر نبعه أو ينضب
50. وهم الذين سيقتفونك، لا الهدى كاب، ولا خذ السرا متهيب