الموقع:
ينسب للسيدة سكينة بنت الحسين (ع) عدة أماكن لقبرها، منها: في طبرية، وكذلك في مدينة حيفا، في محلة تحمل اسم السيدة سكنية (ع)، وقال الهروي وياقوت: إن قبرها بالمدينة، حيث توفيت، وهو القول الصحيح.
التأسيس:
أمر بعمارة مشهد السيدة سكينة (ع) الذي في طبرية (فارس الدين البكي الساقي العادلي المنصوري) نائب السلطنة بالممالك الصفدية، وذلك في رجب سنة 694 هـ، ووقف عليه الأراضي والبساتين في مدينة طبرية.
المعالم:
البناء عبارة عن ضريح يضم رفات السيدة سكينة (ع)، وأحد أبناء الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وهوعبيد الله بن عباس، والرقيم التاريخي المثبت في الضريح يثبت ذلك إذ جاء فيه مايلي:
بسم الله الرحمن الرحيم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وكذلك كتب اسم منشئ العمارة وتاريخ البناء، وإلى جانب هذا الرقيم رقيم آخر في ثمانية أسطر، يتضمن أسماء وأوصاف أعيان الوقف التي وقفها منشئ العمارة فارس الدين المذكور.
من ذاكرة التاريخ:
– لم يشر أحد من المؤرخين والجغرافيين والرحالة إلى هذا المشهد قبل الهروي المتوفى سنة 611 هـ، الذي كان أول من ذكره في كتابه (الاشارات)، كما وردت قصة بناء المشهد في السفر الرابع من كتاب (المغرب في حلى المغرب) لعلي بن موسى بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عمار بن ياسر العنسي الأندلسي، المتوفى سنة (673 هـ) (في فصل العيون الدعج في حلى دولة بني طفج)، قال: ولم يزل طفج على دمشق وطبرية، وابنه محمد المعروف بالإخشيد يخلفه على طبرية، وكان بطبرية أبو الطيب العلوي محمد بن حمزة بن عبد الله بن العباس بن الحسين بن عبد الله بن علي بن أبي طالب (ع)، وكان وجه طبرية شرفاً وملكاً وقوة وعتاقاً، فكتب الاخشيد إلى أبيه (طفج)، يذكر أنه ليس له أمر ولانهي مع أبي الطيب العلوي، فكتب له أبوه أعز نفسك، فذهب إليه الاخشيد وأبو الطيب في بستان له فقتله، فالظاهر أنّ آل أبي الطيب وشيعته لم يستطيعوا سبيلاً إلى بناء ضريح، للشريف المقتول غدراً وغيلة من قبل السلطة الحاكمة، وقد تكون قد قتلت معه زوجته، أو إحدى محارمه من سيدات آل البيت، فقاموا ببناء ذلك المشهد في المكان الذي وقعت فيه الواقعة، ونسبوه إلى سكينة بنت الحسين (ع)، وعبد الله بن العباس عليهما السلام، وجاء الأمير فارس الدين البكي نائب السلطنة بعد مئات من السنين فعمر المشهد، ووقف عليه بعض الأعيان.
– كان في المحلة الغربية من محلات حيفا القديمة مقام ينسب إلى السيدة سكينة، وكان الناس يقصدونه للزيارة والتبرك، حتى السنوات الأخيرة من الحكم العثماني، ولكن هذا المقام الذي في إحدى الدور السكنية قد درس، ولم يعد يعرف مكان وجوده، إلاّ أنّ المحلة التي كان المقام يقع فيها لا تزال تعرف باسم محلة السيدة سكينة (ع). (1)
المصادر:
1- المساجد في الإسلام/طه ولي/ص 117.
2- مجلة الموسم العدد الرابع ص 1076.
3- معجم البلدان ج 4 ص 22.
4- مملكة صفد في عهد المماليك/طه ثلجي الطراونة ص 263.
5- الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة/ابن شداد/ص 281.