التعريف بصاحبة المرقد: هي حفيدة رسول الله (ص)، وابنة وصيه الإمام علي (ع)، ووليدة ابنته الزهراء (ع)، وكبيرة أخواتها بعد الحسنين الشهيدين (عليهما السلام)، المكناة بأمّ كلثوم.
الموقع:
تقوم الروضة الزينبية في أرض فيحاء في الجنوب الغربي من قرية راوية، في الغوطة الشرقية من دمشق، والتي تعرف اليوم بقرية ((قبر الست))، التي تبعد نحو 7 كم عن مدخل دمشق، يحد مدينة زينب شمالاً قرية ببيلا، وشرقاً قرية عقربا، وغرباً قرية يلد وحجيرة، وجنوباً حوش قويل
التأسيس:
إن مشهد السيدة زينب (ع) كان مزاراً معروفاً ومقصوداً للزيارة منذ قرون متمادية، وثبت وجوده وشهرته في القرن الثاني الهجري، وزارته السيدة نفيسة زوجة إسحاق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق (ع) سنة 193 هـ، ويذكر أن السيدة زينب الكبرى قد جاءت مع زوجها عبد الله بن جعفر (رض) أيام عبد الملك بن مروان سنة المجاعة، ليقوّم عبد الله بن جعفر ما كان له من القرى والمزارع خارج الشام، حتى تنقض المجاعة، فماتت زينب (ع) هناك، ودفنت في قرية راوية، وكان المقام عبارة عن غرفة صغيرة من الطين، ثم توالت عليه عمليات الإعمار، حتى أصبح اليوم من الآثار المعمارية الإسلامية المتميزة.
التوسعة والإعمار:
– سنة 482 هـ أمر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله بتجديد الضريح.
– سنة 500 هـ شيد رجل من أهل حلب في المشهد الشريف جامعاً كبيراً، من أشهر جوامع دمشق.
– سنة 768 هـ أوقف على المرقد الشريف نقيب الأشراف في الشام، السيد حسين ابن السيد مرتضى الموسوي جميع ماكان يملكه من البساتين والأراضي، وكتب صكاً للوقف، وأشهد عليه قضاة دمشق الكبار، كما أنّه قام بتجديد بنائه.
– سنة 1302 هـ جدد السلطان عبد العزيز خان العثماني قبة المرقد، بمساعدة بعض كبار التجار.
– سنة 1354 هـ أنشأ السادة من آل نظام غرفاً كثيرة لراحة الزائرين، وجدد المدخل الشريف للمرقد.
– سنة 1370 هـ قام المجتهد السيد محسن الأمين العاملي بتأليف لجنة من خيار التجار وأهل الثروة، لتعمير الحرم والصحن والأروقة، وبمساعي المرحوم الحاج مهدي البهبهاني، وبإشراف مهندسين فنيين.
– سنة 1370 هـ/1955 م أهدى التاجر الباكستاني محمد علي حبيب قفصا ثمينا فضيا مذهباً محلى بالجواهر الكريمة النادرة، وذلك وفاءً لنذره اذا شفى الله ولده الوحيد المصاب بالشلل، الذي عجز الأطباء من شفائه، بعد توسله بالعقيلة زينب (ع).
– سنة 1373 هـ أهدى جماعة من إيران صندوقاً وضع على القبر الشريف، في احتفال خاص اشترك فيه جمهور من الشيعة في لبنان وسورية.
– سنة 1373 هـ تبرع أحد التجار الخليجيين بانشاء مئذنتين، ارتفاع كل منهما 54 م، كما تبرع بتزيينهما بالقاشاني، وتكبير القبة الشريفة للمرقد.
– سنة 1380 هـ أهدى جماعة من التجار الإيرانيين باباً ذهبياً للحرم، وضع في مدخله الغربي، كما أُهدي بابان مذهبان ومطعمان بالميناء للمدخلين الشمالي والجنوبي.
– سنة 1993 م تم تجديد الصندوق المكسو بالذهب والموضوع على القبر، وكذلك الضريح، من قبل الشعب الإيراني المسلم.
– سنة 1995 م افتتح مجمع السيدة زينب للمعلومات والأبحاث الكائن في مقام السيدة زينب (ع)، وقد تبرع المحسن الحاج فهد دايخ باكسائه وتجهيزه.
المعالم:
المبنى الجديد لمقام السيدة زينب (ع) مشيد على مساحة من الأرض تبلغ أبعادها 150 × 190 م، ومساحة الحرم تبلغ أبعادها 90 م × 90 م، ومساحة الحرم الداخلي 30 م × 30 م، رصفت أرضيته مع أرضية رواقه بالرخام الجميل والنفيس، واعتمد في عملية التشييد على الخرسانة المسلحة، وللمبنى أربعة مداخل، يبلغ عرض كل منها 4 م، وعلى جانبي كل منها رواق جميل عرضه 4 م، رُصفت أرضيته بالحجر الكلسي المتميز بلونه الرمادي الغامق الجميل، وتبدو خلف الرواق 70 غرفة بنيت واجهاتها بالحجر البازلتي، ويعلو كلاً من أبوابها ونوافذها قوس نصف مستدير، يتميز سقف الحرم بارتفاعه من 6 م -8 م، ويصل إلى 10 م بجوار قبة الحرم، التي يبلغ قطرها 10 م، وارتفاعها 20 م، والتي كسيت السطوح الخارجية منها بالذهب، وتتدلى منها ثريات بلورية جميلة، وقد استخدم الخزف الإسلامي الايراني الجميل، بألوانه وعناصره الزخرفية النباتية المتقاطعة، وكتاباته الإسلامية القرآنية والأدبية.. وذلك لتزيين واجهات رواق الصحن، ورواق الحرم، والأعمدة والدعائم والأقواس الحاملة للقبة، والمئذنتين الرشيقتين الاسطوانيتي الشكل، وكسيت الأقسام العلوية من جدران الحرم الداخلية بتصميم جميل من المرايا الدقيقة الصنع، يتداخل معها تزيينات الخزف القاشاني الجميل.
للحرم ثلاثة أبواب مذهّبة، آية في الإبداع الفني، من حيث النقوش، اسُتخدمت في صنعها صفائح الفضة المطلية بالذهب، والمزينة بالنقوش الفاخرة، والمطعمة بالمينا، وتوجت بآيات قرآنية وأحاديث شريفة، مكتوبة بخطوط آية في الابداع.
وقد أُحدث للمقام ضريح يقع تحت القبة مصنوع من خشب الابنوس المطعم بالعاج، والمكسو بنقوش بديعة، يحيط به القفص الفضي المزين بابدع النقوش، كتبت عليه خطبة السيدة زينب (ع) بخط جميل.
وقد ألحقت بالحرم الزينبي عدّة منشآت، منها: جامع حديث في الجهة الغربية من المقام، شيد سنة 1950 م، المستوصف الخيري الذي يقع على الشارع العام، انشئ سنة 1389 هـ/1969 م، وكذلك تم احداث مقبرة جديدة في الجهة الشمالية الشرقية من المقام، بعد إلغاء المدفن القديم الذي كان في الجهة الشمالية، وكذلك تم إحداث مسلخ تتوفر فيه الشروط الصحية، ومركز سياحي، وقاعة استقبال، ومصلى جديد، وقد أحدث في المقام مجمع للمعلومات والأبحاث، متخصص بآل بيت الرسول (ص)، سمي بـ مجمع السيدة زينب
(ع).
من ذاكرة التاريخ:
– في سنة 1302 هـ، وعند انهدام القبة الشريفة للمرقد، وجد على القبر حجر قديم، مكتوب عليه بخط كوفي (هذا قبر السيدة زينب المكناة بأم كلثوم…، توفيت في هذا المكان، واقبرت في رجوعها الثاني).
– سنة 1870 م انهار السقف القديم لحرم المقام، بسبب غزارة الأمطار، وتسربها إلى المواد الانشائية.
الشخصيات المدفونة في المشهد:
دفن بجوار المقام آية الله السيد محسن الأمين العاملي (ره)، المتوفى سنة 1372 هـ، والفقيه السيد حسين مكي العاملي (المتوفى سنة 1397 هـ)، وهما مدفونان ضمن حجرة خاصة تقع على يمين الداخل للحرم من المدخل الشرقي.
وبجانب القبرين المذكورين مقبرة خانم ابنة المرحوم ميرزا تقي البهبهاني، المتوفاة سنة 1372 هـ.
السيد عباس السيد سليم مرتضى (متولي المقام الأسبق) (1285 هـ -1366 هـ).
السيد رضا السيد سليم مرتضى (الشاعر والأديب ومتولي المقام الأسبق) (توفي سنة 1321 هـ/1903 م).
السيد محسن مرتضى (متولي المقام) المتوفى سنة (1407 هـ/1987 م)
المصادر:
1- مرقد العقيلة زينب/الشيخ محمد حسنين السابقي الباكستاني ط 1 سنة 1979 م بيروت.
2- جولة في الأماكن المقدسة/السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني ص 158 ط 1 سنة 1985 بيروت.
3- مجلة الموسم العدد 4.