الرئيسية / أعلام عاشوراء / اهل بیت الحسین (ع) / الرباب زوجة الامام الحسين (ع)

الرباب زوجة الامام الحسين (ع)

الرباب زوجة الامام الحسين وأم عبد الله الرضيع وسكينة

تزوج الامام الحسين بالرباب وهي بنت امرئ القيس بن عديّ بن أوس وأنجب منها سكينة وعبد الله الرضيع الذي استشهد في حجر ابيه في طف كربلاء.

وفي كتاب الأغاني قال هشام بن الكلبي: كانت الرباب من خيار النساء وأفضلهن. وفي نسمة السحر: كانت من خيار النساء جمالا وأدباً وعقلاً. أسلم أبوها في خلافة عمر وكان نصرانياً من عرب الشام فما صلى صلاة حتى ولّاه عمر على من أسلم بالشام من قضاعة، وما أمسي حتى خطب اليه علي بن أبي طالب  ابنته الرباب على ابنه الحسين فزوجه اياها.

وقد عرفت الرباب بمكانتها المرموقة عند الحسين عليه السلام، حتى ورد أبيات من الشعر منسوب للإمام الحسين عليه السلام في حقها وسكينة:

 

لعمرك إني لأحـب داراً     ***     تحلّ بها سكيـنة والرباب

أحبّهما وأبذل جلّ مالي     ***     وليس لعاتب عندي عتاب

 

ذكرت هذه الابيات في كتاب أعيان الشيعة، ج6، ص449.

 

ولما رأت رأس الحسين (عليه السلام) في مجلس ابن زياد (لعنه اللّه) صاحت وأخذت الرأس ووضعته في حجرها وقبّلته وقالت:

 

وا حسينا فلا نسيت حسينا     ***      أقصدته أسنة الأعداء

غادروه بكربلاء صريعا        ***      لا سقى اللّه جانبي كربلاء

 

روى تلك الحادثة ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص229

 

بحسب نقل ابن الأثير رفضت الرباب طوال الفترة التي عاشت فيها بعد واقعة الطف الزواج مرة أخرى وقد خطبها بعد استشهاد الحسين (عليه السلام) أشراف قريش، فقالت: ما كنت لأتخذ حما بعد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ولا زوجا بعد الحسين (عليه السلام).

 

فقد عبرت الرباب عن مشاعرها في قصائد وأبيات نسبت إليها:

 

إن الذي كان نوراً يســــــتضاء به       ***          بكربــــــلاء قتيل غير مدفون

سبط النبي جزاك الله صالـــــــحة     ***      عنا وجنَبت خســــران الموازين

قد كنت لي جبلاً صعباً ألــــوذ به     ***   فكنت تصــحبنا بالرَحم والدَين

من لليتامى ومن للسائلين ومن     ***      يغني، ويأوى إليه كل مســكين

والله لا أبتغي صهراً بصـــــــهركم       ***       حتى أغيـب بين الرمل والطين

 

وقد ذكر ذلك في موسوعة الإمام الحسين، ج1، ص292-293.

 

وروي في التواريخ انها لم تعش بعد الحسين (عليه السلام) أكثر من سنة و ما برحت عن البكاء والنحيب ولم تستظلّ تحت ظلّ و حينما رأت جسم الحسين (عليه السلام) مطروحا على الارض ولا يمنعه شيء من أشعة الشمس، عاهدت نفسها أن لا تستظلّ بعده و قال ابن الاثير في الكامل وقيل انّها أقامت على قبره سنة و عادت الى المدينة، ذكر هذا الكلام العسقلاني في كتابه الإصابة، ج1، ص355. فماتت أسفا عليه

لكن الشهيد قاضي الطباطبائي يعتقد بأنّ الرباب قد أقامت العزاء على الحسين في المدينة، وليس في كربلاء، ويقول: مما لا يليق بشأن الإمامة أن يسمح لها الامام السجاد عليه السلام بذلك، أو أن ترضى بالبقاء وحيدة ولمدة سنة في أرض كربلاء، كما لم يؤكد أحد أنها قد بقيت إلى جانب القبر، ولم يفصح ابن الأثير عن اسم شخص قائل بهذا القول.

ويذكر في البحار انها لما رجعت من الشام أقامت المأتم على الحسين وبكت النساء معها حتى جفت دموعها، ولما أعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة أمرت أن يصنع السويق، وقالت: انما نريد أن نقوي على البكاء رواه المجلسي في البحار ج10 ص235 عن الكافي.

ويظهر من ذلك انها اقامت في المدينة سنة كاملة بعد استشهاد الامام الحسين وولدها عبد الله هكذا بقيت في حال حسرة وتأسف على الامام الحسين حتى ماتت بحسرة الاكتئاب ولوعة المصاب رضوان الله عليها.

سماحة الشيح: هيثم حميد جابر / موقع ويستمر بقاء الحسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

http://www.20script.ir