كوكبة من العلماء

آية الله العظمى الإمام السيد محمود الشاهرودي (قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حرّر هنا شيخنا العلامة قدس الله تربته الزكية من الأجوبة عن المسائل المندرجة في هذه الصحيفة هو الحق المحقق عندنا، ونسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لإقامة شعائر مذهب الإمامية، والرجاء من شبان الشيعة، وفقهم الله تعالى، أن ينزهوا أمثال هذه الشعائر الدينية من المحرّمات التي تكون غالباً سبباً لزوالها، إنه ولي التوفيق.
30 ذي الحجة الحرام سنة 1366هـ
محمود الحسيني الشاهرودي
(5)
آية الله الشيخ محمد حسن المظفر (قدس سره)
بسم الله وله الحمد
ما أفاده (قدس الله سره) صحيح لا إشكال فيه والله الموفق.
محمد حسن بن الشيخ
محمد المظفر
(6)
آية الله العظمى السيد حسين الحمامي الموسوي (قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أفتى به الشيخ (قدس الله سره) صحيح شرعاً إن شاء الله تعالى.
الأحقر
حسين الموسوي الحمامي
(7)
آية الله الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء (قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أفاده أعلى الله مقامه من ذكر فتاواه صحيح إن شاء الله.
محمد الحسين آل كاشف الغطاء.
(8)
آية الله العظمى الشيخ محمد كاظم الشيرازي (قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أفتى به أعلى الله مقامه صحيح
الأحقر
محمد كاظم الشيرازي
(9)
آية الله السيد جمال الدين الكلبايكاني (قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حررّه شيخنا الأستاذ أعلى الله مقامه في هذه الورقة صحيح ومطابق لرأيي.
الأحقر
جمال الدين الموسوي الكلبايكاني
(10)
آية الله السيد كاظم المرعشي (قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أفتى به سماحة الأستاذ المحقق المرحوم آية الله العظمى النائيني (قدس سره الشريف) في رجحان وجواز إقامة عزاء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) بصورها المختلفة، في أعلى مراتب الصحة، ولا يشوبه شك ولا ترديد إلا من أعداء الدين، وإغواء الشياطين، وعلى محبي أهل البيت ومواليهم وشيعتهم، أن لا يقعوا عرضة لهذه التسويلات، بل عليهم أن يشتدوا في مقابل ذلك حماساً ونشاطاً في إقامة الشعائر الحسينية، وخصوصاً مجالس التعزية والقراءة، فإنها توجب الفوز والسعادة في الدنيا والآخرة.
والله هو الهادي إلى الطريق المستقيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 شعبان المعظم 1401 هـ
السيد كاظم المرعشي
(11)
آية الله السيد مهدي المرعشي (قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
إقامة عزاء سيد الكونين أبي عبد الله الحسين (روحي وأرواح العالمين له الفداء) فرع مضيء من الأنوار الملكوتية، وشعار مبارك من الشعائر الإلهية.
وقد أثبت التاريخ أن مذهب التشيع هو المذهب الوحيد من بين المذاهب الإسلامية، الذي استطاع عبر إقامة الشعائر الحسينية من تحكيم موقعية الدين الإسلامي المبين، والترويج لأحكام سيد المرسلين، ونشر المذهب الجعفري وإيصال صداه إلى العالم الإسلامي، وإحياء القسط والعدل، وإدانة الظلم والعدوان، وإبادة المفسدين والظالمين وأعوانهم في القرون الماضية، وكذلك في الحاضر وسيظل ويبقى في القرون الآتية.
وإن ما أفاده الأستاذ سماحة آية الله العظمى الحاج ميرزا حسين النائيني (قدس سره) في هذا المجال إنما هو في الحقيقة نفحة من نفحات الرحمان، فقد صدر من أهله ووقع في محله.
وعلى المؤمنين أن يسعوا غاية جهدهم في متابعة ما أفتى به سماحته، وتطبيقه كاملاً وبحذافيره، دون أي تقصير.
والسلام على من اتبع الهدى.
9 شعبان المعظم 1401 هـ
السيد مهدي المرعشي
(13)
آية الله السيد علي مدد الموسوي القايني (قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
ما رقمه الأستاذ الأعظم طاب ثراه هو الحق الذي لا يشك فيه إلا المرتابون.
الأحقر الجاني
علي مدد القايني
(14)
آية الله الشيخ يحيى النوري (قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أفتى به أستاذ الفقهاء والمجتهدين، المرحوم آية الله النائيني (أعلى الله مقامه) هي فتوى جامعة ومقبولة.
25/ذي الحجة الحرام/1397 هجرية
العبد يحيى النوري
الإمام كاشف الغطاء الكبير (قدس سره)
كتب سماحة الإمام المغفور له آية الله العظمى الحاج الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير
في كتابه (كشف الغطاء) ونصه:
(… وأما بعض الأعمال الراجعة إلى الشرع، ولا دليل عليها بالخصوص فلا تخلو من أن تدخل في عموم الدليل، ويقصد بالإتيان بها الموافقة من جهته لا من جهة الخصوصية… إلى أن قال: كما يصنع في مقام تعزية الحسين (عليه السلام) من دق طبل إعلام أو ضرب نحاس وتشابيه صور، ولطم على الخدود والصدور ليكثر البكاء والعويل).
الإمام الحائري (قدس سره)
الترجمة الحرفية لما جاء في رسالة (منتخب الأحكام) لسماحة آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري (قدس سره) والمطابق لفتوى سماحة آية الله السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزيدي (قدس سره) في المتفرعات، حول التطبير وشدخ الرؤوس بالقامات في عزاء الإمام الحسين (عليه السلام):
سؤال: شدخ الإنسان رأسه بالقامات في يوم عاشوراء جائز أم لا؟.
جواب: جائز، إذا لم يكن مضراً بالنفس.
أيضاً: الإمام الحائري (قدس سره)
ترجمة نص ما أفتى به سماحة آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري (قدس سره) مؤسس الحوزة العلمية في قم المتوفي عام 1355 هجرية.
بسم الله الرحمن الرحيم
وأما ما سألتموه من إقامة مواكب عزاء أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه) وما هو المتداول لدى الشيعة من اللطم على الرؤوس والوجوه والصدور في المجالس العامة والخاصة، وفي الشوارع والطرقات فهو مما لا أظن بأن أحداً ينكر حسنها ورجحانها، ما دام لم تمزج ببعض المحرمات الشرعية من قبيل استعمال آلات اللهو وغير ذلك.
وأما التطبير، فهو إن لم يكن مضراً بحال الإنسان فلا بأس فيه ولا شيء عليه، كما أنه لا ينبغي أحد المنع منه والصد عنه، فإن جميع أنواع التعزية لأجل محبة الإمام أبي الشهداء (أرواحنا له الفداء) مشرعة ومستحبة. ما دامت لم تشتمل على ما هو محرّم في الشريعة الإسلامية.
الأحقر
عبد الكريم الحائري
آية الله التبريزي (قدس سره)
نص ما كتبه سماحة آية الله العظمى السيد علي الطباطبائي التبريزي (طاب ثراه)
باسمه تعالى
نعم يجوز ما هو متعارف بين المسلمين، وصار بينهم شعاراً لإظهار الحزن على الحسين (عليه السلام)، ولم يوجد في الأخبار نهي عن الشارع عنه بهذا العنوان، والله العالم.
الأحقر
السيد علي الطباطبائي التبريزي
الخاتم المبارك
الإمام الحكيم (قدس سره)
وقد سأل بعض الإيرانيين سماحة الإمام آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره) سؤالاً باللغة الفارسية، نعربه مع جواب سماحته حرفياً.
نص السؤال:
باسمه تعالى شأنه
في بلاد الهند والباكستان أيام إقامة العزاء على أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وباقي الأئمة المعصومين (عليهم السلام) معتاد أن يتجرد الناس ويدمون الصدور ويطبرون ويضربون الظهور بالسلاسل ويدخلون في النار المشتعلة حفاة.
وبواسطة هذه الأمور يتم إظهار الدين والشعائر وتقوية الدين وتنمية الإيمان ومحبة الأئمة (عليهم السلام). وإذا لم يفعلوا هذه الأمور تزداد اللادينية ويقل الدين.
فمع وجود هذه الأمور هل يشكل شرعاً لدم الصدور والضرب بالسلاسل على الظهور والتطبير والدخول حافياً في النار، أم لا؟ تفضلوا بالجواب:
نص الجواب:
بسم الله تعالى:
لا مانع منها إن لم يكن فيها خوف الضرر، والحفظ فيها عنوان العزاء، ولم تكن موجبة للسخرية وتهييج عداوة الغير.
الخاتم المبارك
محسن الطباطبائي
أيضاً: الإمام الحكيم (قدس سره)
نص ما أفتاه سماحة آية الله العظمى
السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
لمولانا وسيدنا آية الله العظمى (أدام الله ظله)
قد استمرت سيرة الشيعة على تخصيص يوم الثامن من محرم باسم قاسم ابن الحسن المجتبى (عليهما السلام) وذكر فضائله ورثائه وحسب العادة المستمرة إذا وصل القارئ إلى ذكره وإلقاء كلمات في حقه وهو على المنبر يأتون بالصواني وفيها الشموع والحنّة والخضرة ويدخلوها في المجلس لتذكر عظم مصيبته وأنه استشهد في عنفوان شبابه ولم يتهنأ به ويجعلونه للقاسم زفّة فإذا دخلت الصّواني في المجلس يقوم صياح وعويل من أهل المأتم وتجري دموع الشيعة على الخدود ويهتز المجلس الحسيني فهل يكون في هذه العادة وهذه السيرة مانع في نظركم الشريف أم لا يكون فيه بأس.
ظلّكم مستدام على رؤوس المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد
لا مانع من ذلك وفيه تذكرة للمصاب الأليم والخطب الجسيم فإنا لله وإنا إليه راجعون.
24 شعبان 1387 هـ ق.
محسن الطباطبائي الحكيم
الخاتم المبارك
آية الله الشيرازي
وقد وجه سؤال حول وجوب أو جواز إقامة الشعائر الحسينية
لآية الله العظمى
السيد محمد الشيرازي
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي ماذا تقولون في الشعائر الحسنية هل هي جائزة أو واجبة؟
وإذا أوجبت الضرر أو استهزاء بعض الناس فهل يبقى الجواز أو الرجحان أم لا؟ أفتونا مأجورين.
بغداد 5/7/65
عباس هادي
نص ما كتبه سماحة آية الله العظمى
السيد محمد الشيرازي
بسم الله الرحمن الرحيم
الشعائر الحسينية بجميع صورها جائزة وراجحة توجب الأجر والثواب إن شاء الله تعالى، ما عدا ما يسبب قتل النفس أو تلفاً لبعض الأعضاء، فإنهما محّمان في الشريعة الإسلامية، والضرر القليل الذي لا يؤدي إلى القتل أو التلف لا يوجب تغير الحكم، والاستهزاء لا يسبب رفع اليدين عن الأحكام الشرعية، والله المستعان.
محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي
آية الله التبريزي (قدس سره)
نص ما كتبه سماحة آية الله
السيد محمد الجواد الطباطبائي التبريزي (طاب ثراه)
بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر من تكرر هذه الأسئلة بين آونة وأخرى أن زمرة من أعداء الإسلام يرون عظم تأثير هذه المواكب والمآتم المشتملة على إظهار الأسى بشتى الأساليب ومختلف الأشكال في حفظ كيان الإسلام فيقعدون في المرصد ويفكرون في القضاء على هذه الدعاية الدينية وإخماد هذه الشعائر الحسينية بخلق إشكالات تافهة واهية لا نصيب لها من الحقيقة، ولا حظ لها من الواقع.
وقد سألوا قبلنا من مشايخنا العظام ومراجع المسلمين فأجابوهم بفتاواهم الصريحة بجواز هذه الأمور، وقد طبعت ونشرت مرات عديدة، وأنها من الشعائر التي ينبغي أن تعظم، وأنا أؤيدهم وأوافقهم حتى الاقتحام في النار مع أمن الضرر، ولا يصغى إلى ما يتشدّق به بعض الجهال المقلدة بخلاف ما أطبق عليه المراجع وأساطين الفقه بل يضرب به عرض الجدار.
وفقنا الله جميعاً لصالح الأعمال وفاضل السجايا بالنبي وآله.
محمد الجواد الطباطبائي التبريزي
الخاتم المبارك
الإمام الشاهرودي (قدس سره)
وقد وُجه سؤال حول الشعائر الحسينية إلى سماحة الإمام آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي، فأجاب مشكوراً.
نص السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة حجة الإسلام والمسلمين آية الله السيد محمود الشاهرودي دام ظله
ماذا تقولون في إقامة مراسيم العزاء المعتادة بين شيعة باكستان: من الضرب بالسلاسل، والتطبير ولبس السواد، واقتحام النار المعتاد في أيام عاشوراء الحسين (عليه السلام)، والذي أصبح شعار الشيعة، هل يجوز أم لا؟ تفضلوا بالجواب، أدام الله ظلكم.
نص الجواب:
بسم الله تعالى شأنه:
إن كان الشخص حاذقاً في ضرب السلاسل والتطبير، ومتدرباً بحيث لا يوجب هلاك نفسه ولا شلّ قوة من قواه، ولم يستلزم حراماً آخر فإنه يجوز، وأما لبس السواد فليس حراماً، غاية الأمر أنه قد يكون مكروهاً، وأما اقتحام النار فإنه إن لم يؤدي إلى وهن ولم يستلزم محرّماً، فإنه في حد ذاته لا مانع منه.
محمود الحسيني الشاهرودي
الخاتم المبارك
الإمام الهادي الخراساني (قدس سره)
نص ما كتبه سماحة آية الله العظمى فقيه الشيعة السيد ميرزا هادي الخراساني الحائري (طاب ثراه)
سنة 1348 هـ
في رسالة حول جواز التشبيه وضرب القامات والطبول في عزاء سيد الشهداء (عليه السلام).
الحمد لله على حسن بلائه في أوليائه وصلواته على أبصر نبلائه وأصبر أحبائه محمد الأمين وآله الميامين.
أما بعد فلا يكاد على كافة المؤمنين كان الله لهم حيث كانوا أن مظاهر عاشوراء وسائر ما يعتاده الشيعة الغراء في عزاء سيد الشهداء أرواحنا له الفداء من: محافل البكاء والإبكاء في المعابد القدسية والدور والأندية والمحتفلات الثابتة والسيارة في الأزقة والطرقات ليلاً ونهاراً، بما لها من المشاعل والأسرجة والخيول المسرجة والتشابيه والتماثيل المعهودة، وغيرها من التظاهرات المعتادة من أفضل القربات الإلهية والوسائل المطلوبة إلى الفوز العظيم والمثوبة الخالدة في العاجلة والآجلة.
ولا أرى أخف كلم ولا أدق على خلاف شيء من هذه الدعوة الإسلامية والتظاهر الديني إلا نفثة من السموم الأموية ونزعة مروانية شوّشت بعض الآراء الراكدة والأوهام الجامدة.
والتشبث بقاعدتي: حرمة اللهو ولا ضرر في المقام من قصور النظر، حيث أن قصد التلهي إنما هو ملاك صدق اللهو في هذه الأمور المعتادة وهو مفقود بالحس والعيان، زيادة على ما يقتضيه الأصل في فعل المسلم، فضلاً عن الغريق في بحر الوداد الحريق بلهيب المصائب، والنظر إلى ما تواتر وثبت بالضرورة من أخبار الحث إلى الزيارة في تلك الأزمنة مع ما كانت عليه من شدة الخوف وأعظم الخطر ونهاية التقية، يهدم أساس هذه التساؤلات.
وتحمل المشاق الدنيوية لنيل المثوبات الأخروية ضروري جميع الملبين وإنما تقتصر عنها همم هذا العصر الجديد المقصورة على المواد الطبيعية عن التوجه إلى الأسرار الغيبية، وإلا فالعياذ بالله انجرّ إلى توهم الضرر في البكاء من خشية الله تعالى وفي التعازي وهو إنكار ضروري المذهب والملة الإسلامية، مع أن المؤمن بالله وكمال قدرته يعلم أنه تعالى بيده أزمة الأمور وجري المقادير وأنه تعالى قادر على أن يجعل ذلك سبباً لتقوية البصر وما يتدارك به الضرر، كما هو محسوس في المواد الشايعة في هذه المظاهرات، وقصة النار ودخول الهنود فيها من مسلمين وغيرهم من المتواترات والمحسوسات.
الآثار الباقية:
وكيف كان فلا ينبغي لمسلم أن ينسى أو يجهل آثار ما تجرعه الإمام المظلوم من المصائب التي تعجز عن تحمل بعضها الجبال الراسيات، وتكاد أن تنفطر بتصورها السباع الشداد، بل يلزم تجديد العهد في كل عام وتعاهد تذكره مر الليالي والأيام لما فيه من إبقاء آثار الإسلام ونشر حقائقه وبث دعوته وسطوع أنواره وإظهاراً لما هو من أعظم المعجزات من جده الأكرم (صلى الله عليه وآله) وتصديق أخباره، فيعلم أنه لم تكن تلك الدعوات النبوية والبعثة الإلهية لأجل الدنيا وطلب الملك وجلب الرياسة حيث رأى وشاهد (صلى الله عليه وآله) وأخبر بأنه لا تنتج هذه الدعوة له ولعترته وأحبته من بعده إلا القتل والأسر والظلم والغدر. وكان يقول: نحن أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وأنهم سيلقون بعدي تشريداً وتطريداً وأنه ما منا إلا مسموم أو مقتول.
بل كان (صلى الله عليه وآله) يتذكر مصائب العترة الطاهرة ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً.
بل كان يبدل محافل سروره بمآتم الحزن والبكاء والإبكاء والنظر إلى مصارعهم وأخذ التربة من كربلاء وغير ذلك من متواترات الأخبار والآثار، ولكل مسلم في رسول الله أسوة حسنة.
فإذا كان لهذه المصائب مثل هذا التأثير قبل وجودها، فكيف تكون آثارها بعد وقوعها فتكون الآية الكريمة (فما بكت عليهم السماء والأرض) (8) بمفهومها الدال على إمكان بكائهما، بل وقوعه في مصائبهم التي لا يشابه أدناها أعظم مصائب الأنبياء والمرسلين السالفين؟
ولذا قال (صلى الله عليه وآله): ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت، حيث أن أذية عترته عين أذيته، ألم تسمع: (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها)؟
وبمقتضى ما وصل إلينا من الأخبار المتواترة أن آثار العترة الطاهرة وأنوار مشاهدهم الباهرة تتزايد يوماً فيوماً وتتعاظم جيلاً بعد جيل وتتظاهر قبيلاً بعد قبيل، ففي كلام زينب الكبرى عن أبيها وجدها (صلى الله عليه وآله) لزين العابدين (عليه السلام):
وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علواً.
وها أنا ذا أذكر لكم واحداًَ من الكثير، فانظروا يا أهل العالم إلى إحدى معجزات الإسلام، فإن هذا خبر سيد الأنام من قبل ألف وثلاثمائة وزيادة من الأعوام، وقد سمعنا وشاهدنا من قديم الدهر آثاره حتى أن في هذه الأيام وقد منع الزائرون عن الوفود إلى قبر هذا المظلوم من إيران وغيرها من البلدان، لكن زادت عوضاً عن ذلك عادة لم تكن متداولة من قبل وهي: وفود المآتم والمواكب والجموع والتشابيه في زيارة الأربعين من جميع بلاد العراق بحيث صار يوم الأربعين عاشوراء ثانية، فلابد وإن يتزايد كل يوم أثر جديد للحزن والعزاء في مصيبة سيد الشهداء ليتحقق ما أخبر به الأئمة الصادقون ويفوز ببركاته المؤمنون وكل ذلك مما تواترت به الأخبار ووردت من طرق جميع فرق الإسلام حتى في صحاح أرباب السنة السنية ومسانيدهم المعتبرة ما لا يحصى.
ونذكر حديثاًَ واحداً رواه إمام المذهب الحنبلي أحمد بن حنبل في المناقب عن الربيع بن المنذر عن أبيه قال: كان الحسين بن علي (رضي الله عنه) يقول: من دمعت عيناه فينا بقطرة أعطاه الله تعالى الجنة.
وسمعت أنا شخصياً جدي الإمام زين العابدين (عليه السلام) يقول لي بلا واسطة راوٍ وذلك بين اليقظة والمنام ما معناه:
أخبروا المؤمنين بمصائبنا حتى يبكوا فتجب لهم الجنة. فقلت له:
سيدي قل حتى تجب لي أيضاً الجنة؟
فقال: حتى تجب لك أيضاً الجنة. وكان هذا بين النوم واليقظة ولأمره (عليه السلام) نشرت هذا البلاغ المبين والحمد لله رب العالمين.
حرره الجاني
هادي الخراساني الكربلائي
في 9 صفر 1347
8- سورة الدخان: الآية 29.
آية الله البحراني (قدس سره)
ملخص ما أفتى به سماحة آية الله الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق (قدس سره) من كتاب الصلاة: لباس المصلي من الحدائق ج 7 ص 118 بمناسبة ارتداء الملابس السود على الإمام الحسين (عليه السلام).
(ارتداء الملابس السود لأجل الإمام الحسين (عليه السلام) مستحب، ولا كراهة في الصلاة معها).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

http://www.20script.ir